من أضرم النار في "وادي أبو سمعان" رئة الشويفات؟

مشاركة


خاص اليسار

 

 

القاضي: نهيب بالمعنيين القيام بالتحقيقات المطلوبة

 Elissar News

       بدأ في الآونة الأخيرة مسلسل الحرائق، لا سيما في القبيات (قضاء عكار)، وبالتحديد في "الوادي الغميق" في أعالي البلدة التي تعرضت لحرائق ضخمة استمرت 4 أيام، وسط جهود متواصلة بذلها أبناء القبيات وعناصر الجيش والدفاع المدني، ولا ننسى الحرائق في مكبات النفايات الممتدة على الشاطئ اللبناني وفي مختلف المناطق والتي وثق بعضها موقعنا Elissar News.

وسجل اليوم فجرا اندلاع حريق في الشويفات في منطقة حرجية تعرف بـ "وادي أبو سمعان"، ووفقا للناشط البيئي والمحامي عماد القاضي فهو حريق مفتعل يحصل للمرة الثانية عشرة خلال سنتين.

وقال القاضي لـ Elissar News: "الحريق يحصل لأسباب عدة، في النهار قد يكون نتيجة زجاجة فارغة أو خلافه، ولكن أن يحصل ليلا وقبيل الثانية فجرا، فهو حريق مفتعل"، وأضاف: "من غير المسموح اشعال المناطق المحيطة بوادي (أبو سمعان) وفي حال حصول الحريق من غير المقبول الاستهتار بالتحقيق، دون معرفة من هو مفتعل الحريق، فهذا هو الحريق  الـ12 منذ اقل من سنتين إلى الآن، ومنها حرائق بدأت عند مطلع الفجر وهذا بدأ قرابة الساعه الثانية بعد منتصف الليل، وكالعادة لا يوجد مشتبه به واحد تم التحقيق معه، والشكاوى القضائية تحفظ في الأدراج بسبب سوء الإدارة العامة والفساد السياسي والإداري، لذا نهيب بالمعنيين القيام بالتحقيقات المطلوبة لكشف مفتعلي الحريق ومعاقبتهم حتى لا يتكرر".

ويعتقد القاضي أن "سبب الحريق الحصول على بقايا الأشجار المحترقة، حيث يمكن استخدامها للحصول على الحطب، خصوصا وأن قطع الأشجار الخضراء غير مسموح به، بينما تنظيف المناطق من الأشجار المحروقة واليابسة بهدف الحصول على الحطب مسموح، وجرى قطع حوالي 500 شجرة بالفعل قبل نشاطنا في (تجمع الشويفات مدينتنا)، ولكن بعد متابعتنا ومراقبتنا لم يحصل هذا الأمر، ولكن هذه الحرائق المتكررة والمفتعلة من قبل بعض الأشخاص غير المسؤولين هدفها استغلال هذه المساحات الخضراء".

وقال القاضي: "هذه آخر مساحة خضراء في أعالي مدينة الشويفات وهي عبارة عن عقارات خاصة وفيها مجرى مياه شتوي، وقد عملت بلدية الشويفات على تحويلها إلى منتزه عام باستحداث ممرات، ونحاول العمل كتجمع الشويفات مدينتنا، على المحافظة عليها ونطالب بتحويلها لمحمية منذ سبع سنوات، ولم نلق تجاوبا في السابق، ولكن يبدو أن هناك خطوات إيجابية في المجلس البلدي الجديد، بالعمل والتعاون معه على أمل تحويلها إلى محمية لاحقا، ولكن هذه العملية طويلة وتتبع قوانين إنشاء المحميات، وتحتاج لعدة خطوات قانونية وأن يوافق على هذا الأمر مجلس الوزراء".

ونوه "بجهود المجلس البلدي الجديد"، وأضاف: "هذه الحرائق تستمر، وتجتاح المساحات الخضراء، ولم يتم القبض على أي مفتعل للحريق حتى الآن وبالمقابل تستمر رئة الشويفات الوحيدة بالتقلص".

وأشار القاضي إلى أن "المنطقة تتمتع بغنى طبيعي مميز لناحية التنوع البيولوجي، خصوصا لجهة موقعها الجغرافي المتميز".

أمام مسلسل الحرائق المستمرة والتي تعتبر بمعظمها مفتعلة بقصد وبغير قصد، نجد أن لبنان الأخضر يتحول يوما بعد يوم إلى التصحر وإلى استبدال غاباتنا الخضراء الغنية بتنوع بيولوجي فريد من نوعه في المنطقة إلى صحار ومساحات جرداء، وغابات من الإسمنت، لا سيما مع الإهمال المستشري.

ومن الجدير ذكره أنه على الرغم من الحرائق المتعددة التي تحصل كل عام لم تتم معاقبة أي مفتعل للحرائق، فهل تستمر إدارات الدولة بالتراخي أمام هذا الملف كما هو الأمر مع باقي الملفات، وصولا إلى تحوله إلى أزمة أسوة بأزمة النفايات والمياه وملف الصرف الصحي؟

 







مقالات ذات صلة