تقرير بلومبرغ للطاقة 2018... تريليون واط للطاقة المتجددة
خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات
تطلب الأمر من الجنس البشري ليستطيع إنتاج أول تريليون واط من مصادر الطاقة المتجددة أي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 40 عاما، فيما يحتاج إنتاج التريليون الثاني خمس سنوات فقط!
هذا هو نتيجة البحث الذي أجرته "بلومبرغ NEF"، NEF Bloomberg في تقريرها السنوي New Energy Outlook 2018 والتي قدرت أن هذه الصناعة وصلت إلى هذا الرقم في النصف الأول من هذا العام، وهي تقارب كمية توليد الطاقة من أسطول معامل الطاقة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن الطاقة المتجددة تعمل بوتيرة أقل في كثير من الأحيان من محطات الفحم والنووية التقليدية وبالتالي تنتج كمية أقل من الكهرباء بمرور الوقت.
وتوضح هذه النتائج حجم طفرة الطاقة الخضراء، التي جمعت 2.3 تريليون دولار من الاستثمارات لنشر مزارع الرياح والطاقة الشمسية على نطاق العمل الحالي، وتقدر "بلومبيرغ إن انخفاض تكاليف هذه التقنيات يعني أن هذه تكلفة إنتاج ألـ "تيراواط" القادم من هذا النوع من الصناعة ستبلغ حوالي نصف هذا المبلغ - 1.23 تريليون دولار – ويتم إنتاج في وقت ما من العام 2023.
وقال ألبرت تشيونغ Albert Cheung، رئيس قسم التحليل في بلومبرغ – لندن: "إن ما حققته هذه الموارد يعد إنجازًا هائلاً بالنسبة إلى صناعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وبالنسبة لنا، فإن هذه مجرد البداية"، وأضاف:"تربح طاقة الرياح والطاقة الشمسية المعركة بالتفوق لجهة التكلفة، لذا فإن هذا الإنجاز سيكون الأول من بين العديد منها".
وفقا لمجموعة البحث، فقد بلغت كمية إنتاج الطاقة في العالم حوالي 6،2 تيراواط في عام 2016، وحوالي 1 تيراواط من تلك المعامل ناتجة من الفحم في الصين، والوصول إلى 1 تيراواط هو علامة فارقة حول مدى مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في نظام الطاقة العالمي.
ووفقاً لـ BloombergNEF، تعمل كل محطة طاقة على "عامل قدرة" capacity factor مختلف، وهذا مقياس يستوعب كفاءة المرفق في توليد الكهرباء تمتلك مزارع طاقة الرياح بالمعدل عامل قدرة يصل إلى نحو 34 بالمئة في كافة أنحاء العالم، أي أن هذا هو معدل عملها في المتوسط، وهذا يعني أنها تعمل حوالي ثلث الوقت، ، بينما أفضل المواقع لها عوامل أعلى من 60 في المئة، أما بالنسبة إلى الخلايا الشمسية الكهروضوئية التي تعتمد على أشعة الشمس، فتتراوح هذه القراءات من 10بالمئة في المملكة المتحدة إلى 19بالمئة في الولايات المتحدة و 24 بالمئة في صحراء أتاكاما في تشيلي. وبالمقارنة، فإن معامل الفحم لديها عامل قدرة يبلغ 40 بالمئة والطاقة النووية لها عامل قدرة ضعف هذا الرقم في بعض الأحيان.
وحتى مع ذلك ، يمثل هذا النمو للطاقة المتجددة ليصل إلى تيراوط ة نموًا كبيرًا لصناعة كانت بالكاد موجودة في بداية القرن، وقد تم تركيب أكثر من 90 بالمئة من هذه القدرة في السنوات العشر الماضية، ما يعكس على سبيل المثال، أثر الحوافز التي كانت ألمانيا رائدة فيها في أوائل عام 2000 والتي قدمت فيها أموالا بصورة شفافة لدعم الطاقة الخضراء للمستثمرين والمصرفيين على حد سواء.
واستأثرت الدول الآسيوية وفقا للتقرير بحوالي 44 بالمئة من طاقة الرياح الجديدة، و58 بالمئة من مشاريع الطاقة الشمسية حتى الآن، وثلث هذه المنشآت موجودة في الصين، وشكلت الرياح 54 في المائة من أول تيراواط، لكن من المتوقع أن تتجاوز نسبة الطاقة الشمسية طاقة الرياح في أوائل عام 2020، وكانت الصين الرائدة حول العالم في تركيب الطاقة الشمسية على مدى السنوات الخمس الماضية وتملك 34 بالمئة من الطاقة الشمسية العالمية، وستستمر في أن تكون أكبر سوق في العالم لكافة مصادر الطاقة الطاقة المتجددة ومن المتوقع أن تصل إلى 1.1 تيراواط بحلول عام 2050.
وقال تشيونغ: "بينما نصل إلى التيراوط الثاني والثالث، فإن القدرة على تخزين الطاقة (البطاريات) سيصبح أكثر أهمية بكثير"، وأضاف:"هذا هو اتجاه الكثير من الاستثمارات والابتكار في الوقت الحالي".
لمحة عامة عن التقرير والنتائج
يركز تقرير بلومبيرغ New Energy Outlook 2018، على قطاع الكهرباء من خلال معلومات جمعت من 65 سوقا وآراء اختصاصيين من 12 بلداحول العالم، لفترة تصل إلى العام 2050، وما يميز التقرير تركيزه على التكنولوجيا التي تقود التغيير في الأسواق العالمية، خصوصا نماذج الأعمال التجارية التي تقود هذا التغيير، ومنها الطاقة المتجددة سواء كانت الطاقة الشمسية، الرياح، بطاريات التخزين الحديثة، فضلا عن التغيرات في الطلب على الكهرباء والتكييف، والدور المتنامي للمستهلك، بالإضافة إلى توقعات خاصة بأسعار الفحم والنفط والغاز حول العالم ، وتقييم تأثير انتقال الطاقة على الطلب على الوقود الأحفوري والمواد.
ويتوقع التقرير أن تصل مساهمة الطاقة المتجددة شمسية ورياح إلى نسبة نسبة 50 بالمئة لإنتاج الطاقة الكهربائية بحلول العام 2050 بينما مجموعة الطاقة المتجددة (الصفر كاربون: Zero Carbon) بكاملها (شمسية، رياح، نووية، مائية، وغيرها) إلى 71 بالمئة، وأن تنخفض نسبة الطاقة الأحفورية (فحم، بترول وغاز) من 63 بالمئة في الوقت الحالي إلى 29 بالمئة في العام 2050.
وسبب المساهمة بهذه النسبة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح انخفاض التكلفة للخلايا الشمسية وطاقة الرياح فضلا عن القدرة التخزينية للبطاريات، ومن المتوقع انخفاض ألواح الطاقة الشمسية PV panels بنسبة تصل إلى 71 بالمئة وطاقة الرياح 58 بالمئة بحلول العام 2050، وقد أصبحت بالفعل أقل تكلفة من بناء معمل عامل على الطاقة الأحفورية فضلا عن انخفاض في سعر البطاريات التخزينية بصورة كبيرة.
واعتبر التقرير أنه بحلول العام 2050 فإن قطاع الفحم هو الخاسر الأكبر، إذ سينخفض استهلاكه إلى 11 بالمئة من 38 بالمئة حاليا، بينما يستقر استهلاك الغاز الطبيعي إنما مع نمو في هذا القطاع، بالمقابل يلحظ التقرير أن المركبات الكهربائية ستشهد نموا كبيرا وستتطلب 9 بالمئة من الإستهلاك العالمي للكهرباء أي 3.461 تيراواط.
المصادر: التقرير المجاني لبلومبرغ، Bloomberg