باحثة تكتشف... تهديدا جديدا للبلاستيك
خاص Elissar News: قسم اللغات والترجمة
كانت الباحثة سارة – جين روير تدرس العمليات البيولوجية في مياه المحيطات التي تؤدي إلى إنتاج غاز الميثان، ولكنها وجدت وبالصدفة أن العبوات البلاستيكية التي تستعملها لأخذ العينات تنتج هذا الغاز بصورة أكبر من الكائنات الحية الموجودة في المياه.
وبعد دراسات مستفيضة قدمت روير Sarah-Jeanne Royer وزملاءها بحثا جديدا يعتبر الأول من نوعه في مجلة Plos One العلمية ونشر بتاريخ الأول من آب/ أغسطس بينت فيه أن البولي إيثلين Polyethylene وهو المكون الأساسي للبلاستيك والمادة الأكثر شيوعا في النفايات الموجودة في كافة أنحاء الكرة الأرضية، من المصادر الهامة لغازي الميثان والإيثلين وهي من غازات الدفيئة الهامة، خصوصا بعد تعرضه لأشعة الشمس، حيث ينتج من تحلله العديد من المواد ومنها هذين الغازين.
فوفقا للدراسة فإن البولي إيثلين، ليست مادة خاملة، بل أن تفككها يؤدي إلى إنتاج مادة Bisphenol A والمعروف اختصارا بـ BPA والذي له تداعيات هامة على الصحة، فضلا عن مواد ضارة أخرى، ومع بقاء البلاستيك في الطبيعة لفترة أكبر خصوصا بعد تعرضه لأشعة الشمس، ما يسهم على الأرجح في الاحترار المناخي.
مواد مختلفة
وأجرت الباحثة وفريقها العلمي تجارب على أنواع مختلفة من المنتجات بينها عبوات ماء وأكياس وأغلفة ومنتجات صناعية، ووصلوا إلى خلاصة بأن البولي إيثيلين ، هو أكثر عناصر البوليمير انتشارا، وبعد دراسة على أنواع متعددة من البلاستيك وجدت روير أن هذه المادة المستعملة في الأكياس البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة أي البولي إيثلين هي الأكثر مساهمة في هذه الإنبعاثات، فبعد 212 يوما تحت أشعة الشمس، وجدت أن هذه المادة أطلقت الغازات بنسبة تفوق 167 مرة عما أطلقته في بداية الدراسة، وقالت: " هذا النوع هو أكثر أنواع البلاستيك إنتاجًا في العالم، وكذلك هو أكثر أنواع البلاستيك شيوعا ونجده على كافة الشواطئ وفي المحيط كنفايات".
وأشارت روير إلى أنه: "باختصار إنها الشمس، فالأشعاع الشمسي يعمل على سطح النفايات البلاستيكية، وعندما تتكسر، تصبح متصدعة ومليئة بالحفر، وهذه العيوب تزيد من مساحة سطح البلاستيك المتوفرة لأشعة الشمس التي تسرع إنتاج الغازات، وحتى في الظلام، تستمر بالتسرب".
وقدر العلماء في العام الماضي أن 8.3 مليار طن متري من البلاستيك تم إنتاجها منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وأن 12،000 طن متري من النفايات البلاستيكية ستدخل في مكبات النفايات وفي الطبيعة بحلول عام 2050.
وقال ديفيد كارل David M. Karl كبير الباحثين في هذه الدراسة في بيان صحفي "يمثل البلاستيك مصدرا للغازات ذات الصلة بالمناخ التي من المتوقع أن تزداد مع زيادة إنتاج البلاستيك وتراكمه في البيئة"، وأضاف: "أنه ليس من الواضح كم تسهم هذه الغازات في دورات الميثان والإيثيلين العالمية، ولكنها قد تكون كبيرة".
ولم يحدد الباحثون بعد كمية الغازات المسببة لمفعول الدفيئة التي انبعثت، "لكن القيام بذلك أمر ملح" بحسب كارل نظرا إلى وجود ثمانية مليارات طن من البلاستيك على الأرض وتوقع مضاعفة الإنتاج خلال العقدين المقبلين.
وقالت روير إلى أن "اكتشافنا يقدم مجددا إثباتا على ضرورة الحد من إنتاج المواد البلاستيكية من المصدر، خصوصا بما يتعلق بالمنتجات المخصصة للاستخدام مرة واحدة".
من المعروف أيضًا أنه عندما تتكسر المواد البلاستيكية في الطبيعة، فإنها تطلق ثاني أكسيد الكربون CO2، وقد رحب الخبراء بهذا التقرير لأنها المرة الأولى التي يحاول فيها أي شخص تحديد كمية غازات الاحترار الأخرى الناشئة من النفايات البلاستيكية.
آراء أخرى
وقال البروفيسور أشواني غوبتا Ashwani Gupta من جامعة ميريلاند الذي لم يشارك في الدراسة لـ "بي بي سي نيوز": "إن البولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE) ينبعث منه الإيثيلين والميثان والبروبان، حتى في درجات الحرارة المنخفضة التي تسهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري"، وأضاف:"من الجيد أن نستطيع حساب كمية بعض الانبعاثات وتأثيرها على نسب غازات الدفيئة الناتجة عن البولي إيثيلين، وتظهر النتائج تباينًا واضحًا في مستويات انبعاث الغاز بين مصادر البولي إيثيلين المختلفة".
وقال الدكتور مونتسيرات فيليلا ، Montserrat Filella وهو كيميائي بجامعة جنيف: "مع مساهمة الأبحاث في توسيع معرفتنا، فإننا ندرك أن المواد البلاستيكية يمكن أن تكون مادة خبيثة بطرق أخرى، على سبيل المثال، كنواقل لملوثات مخفية، مثل المعادن الثقيلة الموجودة فيها أو، الآن ، كمصدر لغازات الدفيئة، وفي كافة الحالات وطوال فترة عمر البلاستيك".
وقالت الدكتورة جنيفر لينش، Jennifer Lynch وهي الخبيرة في شؤون البيئة البحرية بالمعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا U.S National Institute of Standards and Technology:"لا أحد يعرف كمية غاز الميثان والإثيلين التي يتم إطلاقها من هذه المصادر، ولا نعرف ما إذا كانت تضيف كميات كبيرة من غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي لدينا"، وأضافت: "إنها نتيجة أخرى لاستخدام البلاستيك وتحتاج إلى مزيد من الدراسات المستفيضة".
المصادر: BBC، globalnews، Mayo Clinic.