إنقاذ أفعى حنش أسود (العربيد) من بركة صناعية في راشيا

مشاركة


خاص اليسار

خاص Elissar News

تعاني الحياة البرية في لبنان من تحديات عدة، ولكن يظل هناك بارقة أمل في وطننا لبنان، خصوصا مع الجيل الجديد الواعي بالبيئة والذي يراعي الحياة البرية، والذي يتابع الرفق بالحيوانات بالممارسة العملية، وظهر هذا الأمر بوضوح، بعد أن وصل Elissar News فيديو وثق أحد المواطنين إنقاذ حنش (أفعى سوداء) غير سامة من بركة صناعية تستخدم لري المزروعات، من قبل شاب لا يتجاوز عمره 14 عاما.

الحاج...الإهتمام بالحياة البرية

وقال والد الشاب رمزي، المزارع نواف الحاج لـ  Elissar News: "لدينا مزرعة للأبقار، وقرب المزرعة بركة صناعية أنشئت منذ زمن بعيد لري المزروعات، وهناك عدة برك أخرى، وكان هناك حماية لهذه البركة وغيرها من الشبك، ولكنها مع مرور الوقت ومع غياب الصيانة، تكسر الشبك، ومع ارتفاع درجة الحرارة، أخذت العديد من الحيوانات تحاول الوصول للمياه للشرب، وتقع فيها، ولا تستطيع الخروج، وقد أنقذنا العديد من الحيوانات منها نياص وحيوانات الغرير وغيرها، وآخرها هذه الأفعى التي لاحظها ابني رمزي، وتوجه لإنقاذها".

وأضاف: "عدت من أستراليا منذ سنوات، وأحاول الإستقرار في مزرعة خاصة لتربية الأبقار، ولدينا أنواع عدة من الحيوانات التي نربيها، ونهتم كثيرا بالحياة البرية، وعودت أولادي منذ الصغر على حب الطبيعة والمحافظة عليها وعلى الكائنات الحية فيها، وهو أمر هام، خصوصا مع الأوضاع في لبنان وما نشهده من تجاوزات بحق البيئة"، وأشار إلى أنه "حالما لاحظ ابني الحنش، وهو يكافح حتى لا يغرق، ولم تمكنه حماية البركة من مادة البلاستيك من الخروج منها، اتجه فورا وأنقذها".

ولفت إلى أن "هذه الأفعى صديقة المزارع، ونحافظ عليها في مزرعتنا لما تقوم به من القضاء على القوارض من جرذان وفئران".

خشاب...الوعي لأهمية هذه الأفاعي

وقال الناشط في مجال الحياة البرية والطالب في الجامعة اللبنانية رامي خشاب لـ  Elissar News:"هذا الفيديو جميل للغاية، وقد تناقله العديد من محبي الحياة البرية في لبنان والعالم، وقد بعث فينا الأمل بمستقبل هذه المخلوقات المظلومة للغاية من قبل البشر، وبالوعي لأهمية هذه الأفاعي في الحياة البرية"، وأضاف"أتابع إنقاذ العديد من الزواحف من أفاعٍ وسحالي، لأعيدها إلى الطبيعة، كون هذه الحيوانات مهمة للغاية للتوازن في النظم البيئية، وتساهم في ضبط بعض أنواع الآفات الزراعية، فهي من أكثر الحيوانات إفادة للمزارعين إذ تساهم في القضاء على القوارض التي تهاجم المزروعات من الزواحف من سحالية البرية في لبنان والعالم،تثير الرعب لدى الناس، إلا أنها من أكثر الحيوانات إفادة للمزارعين إذ تش"، مشيرا إلى أن "هذه الحيوانات مظلومة للغاية من قبل المجتمع، وهناك حالات كثيرة من قتلها والتخلص منها، على الرغم من أنها حيوانات خجولة تتجنب الإنسان، ولكن في هذه الفترة ومنذ بداية الربيع هي فترة تزاوج، فتنشط هذه الأفاعي، وقد يلاحظها المواطنون قرب بيوتهم خصوصا وأن التقدم العمراني قد وصل قرب موائلها، وبذلك تحصل مشاهدات وقد تلتقي فيها ويتخوف الناس منها كون هذا النوع بالذات أي الأفعى السوداء ويسميها البعض الحنش وهناك اسم شائع أيضا هو العربيد واسمها العلمي Dolichophis jugularis لأن لونها أسود وقد تصل إلى طول يتجاوز 3 أمتار".

ولفت خشاب إلى أن هذا الوعي بالحياة البرية، هو ما نعول عليه لإنقاذ ما تبقى من فرادة في الأنواع والكائنات التي يتمتع فيها لبنان، ونحاول عبر القيام بمحاضرات توعوية نشره لدى طلاب المدارس والجامعات، ونبين كيف أن هذه الحيوانات يمكن أن تعيش بالقرب منا، دون أن تؤذينا"، وأهاب بالمواطنين "عدم إيذاء الأفاعي لما لها من دور فعال في الطبيعة".

 

 







مقالات ذات صلة