منذ 1992...أنتاركتيكا فقدت ثلاثة تريليونات طن من الجليد!
Ian Joughin،Andrew Shepherd،
خاص Elissar News:قسم الترجمة واللغات
كشف التحليل الأكثر شمولية حتى الآن عن قياس التغيرات الجليدية في القارة القطبية الجنوبية أن قارة الأرض الأقصى الجنوب أو أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) فقدت حوالي ثلاثة تريليونات طن من الجليد على مدار ربع القرن الماضي منذ عام 1992، مع تسارع معدل ذوبان الجليد بمقدار ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس الماضية.
خمس دراسات مختلفة
وازادادت كمية ذوبان الجليد من ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا بمقدار 6.7 ملليمتر منذ عام 1992، وجاء خمس هذه الزيادة، أو نحو 3 مليمترات، خلال السنوات الست الماضية وحدها، وفقا للبحث الجامع لمعلومات من أكثر من 80 باحثا من كافة أنحاء العالم، ونشرت النتائج في دراسات عدة يوم الخميس 14 حزيران/ يونيو في مجلة "نيتشر" العلمية Nature.
واستند البحث على خمس دراسات مختلفة وعلى تقييمات 24 قمرا اصطناعيا مختلفا بأن المحيطات الدافئة تخسر جليدا في القارة القطبية الجنوبية بمعدل ثابت يصل إلى 76 مليار طن سنويا وذلك قبل العام 2012، ما يسهم في زيادة مستوى مياه البحر بمقدار ملليمترين كل عام.
ولكن ازداد هذا المعدل بمقدار ثلاثة أضعاف، حيث خسرت القارة 219 مليار طن من الجليد سنويا بين عامي 2012 و2017، وساهم هذا الأمر في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 6.0 مليمترات كل عام.
"لقد كان هناك زيادة تدريجية في خسائر الجليد من القارة القطبية الجنوبية خلال العقد الماضي، وتتسبب القارة في ارتفاع مستويات البحار بشكل أسرع اليوم مما كانت عليه في أي وقت خلال الـ 25 سنة الماضية" ، وفقا لعالم مراقبة الأرض أندرو شيبرد من جامعة ليدز، المملكة المتحدة، وأضاف:"يجب أن يكون هذا مصدر قلق للحكومات التي نثق بها لحماية مدننا ومجتمعاتنا الساحلية".
المشكلة تتفاقم!
معظم فقدان الجليد الذي تم رصده ينبع من الذوبان السريع في غرب أنتاركتيكا، وخصوصا في جزيرة باين Pine Island وأنهر Thwaites Glacier الجليدية، فضلا عن انهيار الجرف الجليدي في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، في حين أن التقديرات الأقل أهمية للتغير الشامل في شرق القارة القطبية الجنوبية وتشير إلى أن المنطقة قد اكتسبت كمية ضئيلة من الجليد.
"إن البيانات الواردة من هذه المركبات الفضائية لا تبين لنا وجود مشكلة فحسب، بل أنها تتزايد حدة مع كل عام يمر"، توضح باحثة ناسا إيزابيلا فيليكوغنا Isabella Velicognaمن جامعة كاليفورنيا، إرفاين.
وقال الباحثون أنه يمكن لذوبان الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، وهي مؤشر رئيسي لتغير المناخ ومحرك لارتفاع مستوى سطح البحر، تحتوي على كميات كافية من المياه لرفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 58 مترا (190قدما).
وإحدى الدراسات الخمس، شارك في تأليفها عالم فيزياء المحيطات المناخ ستيف رينتول Steve Rintoulفي CSIRO الأسترالية وهي اختصار "لمنظمة الكومنولث للأبحاث الصناعية والعلمية" Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation تعرض سيناريو عما هو من المتوقع أن تبدو فيه أنتاركتيكا في عام 2070 إذا ظلت الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري اليوم على حالها دون تغيير، في مقابل المسار المفضل إذا كان العمل المناخي يدور حول خفض التلوث بالكربون.
"لقد اخترنا عام 2070 لأن عواقب كل سيناريو تظهر بوضوح بعد 50 عاما" ، قال رينتول لموقع ScienceAlert، ولأن "أكثر من نصف سكان العالم اليوم سيظلون أحياء في عام 2070".
ووفقاً لحسابات الفريق ، فإن سيناريو الانبعاثات المرتفعة - الذي ترتفع فيه انبعاثات الكربون بلا هوادة - ولا يتم تطبيق الحماية البيئية في أنتاركتيكا - فإن درجة حرارة الجو العالمية سترتفع بما يقرب من 3.5 درجة مئوية فوق مستويات 1850 بحلول عام 2070 ، مع ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر بين 10 و 15 ملم كل عام.
وحتى أكثر السيناريوهات قتامة، فإن نصف قرن من الانبعاثات المرتفعة بحلول هذه المرحلة من شأنه أن يصل البحر إلى ارتفاع يزيد على 10 أمتار (33 قدما) في المستقبل من مستوى سطح البحر في آلاف السنين القادمة - ومن المحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع أكثر من 50 مترا في مستوى سطح البحر في الـ 10،000 سنة القادمة، وحوالي 80 في المئة من هذا الارتفاع سيأتي من الغطاء الجليدي الذائب في القارة القطبية الجنوبية.
ويقول الباحثون أنه يمكن تجنب هذا السيناريو، وأن جهود المناخ في العالم في السنوات العشر القادمة ستكون حاسمة في تأمين كميات منخفضة من الانبعاثات - الأمر الذي سيبقي الأرفف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية سليمة، ولا تساهم سوى في نصف متر تقريباً في ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2070.
لم يفت الأوان بعد!
وقال رينتول "لدينا ميزانية أو كمية معينة من غاز ثاني أوكسيد الكربون التي يمكن أن تنبعث من نشاطاتنا، وعلينا تحقيق الهدف من اتفاق حول المناخ باريس باللحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون 2 درجة مئوية فوق درجة حرارة ما قبل الثورة الصناعية"، وأشار إلى أنه "لقد استهلكنا أكثر من ثلثي ميزانية الكربون، وإذا كنا لا نستطيع تحقيق تخفيض انبعاثات كبيرة خلال العقد المقبل، سوف يصبح من المستحيل تقريبا خفض الانبعاثات بسرعة كافية لتحقيق الهدف."
ولفت إلى أن: "هناك الكثير على المحك، وإلى حد كبير كل شيء، في الواقع فمستقبل الانبعاثات المنخفضة بيدنا، إلا إذا أردنا أن تكون النتائج سيئة"، وأوضح "إذا قرر المجتمع اتباع سيناريو الانبعاثات المنخفضة، فيجب أن تنخفض الانبعاثات بنسبة 50 بالمئة كل عقد من الآن"
وختم رينتول:"أما الخبر السار فهو أن التدابير للحد من الانبعاثات (. على سبيل المثال اعتماد الطاقة المتجددة) تنمو أيضا بشكل كبير ... والرسالة الرئيسية من دراستنا هو أنه لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار واختيار مستقبل بانبعاثات أقل - ولكن الوقت ينفد منا لاتخاذ هذا الخيار".
روابط الدراسات الخمس:
https://www.nature.com/articles/s41586-018-0179-y
https://www.nature.com/articles/s41586-018-0172-5
https://www.nature.com/articles/s41586-018-0182-3
https://www.nature.com/articles/s41586-018-0171-6
https://www.nature.com/articles/s41586-018-0173-4