شعار يوم البيئة العالمي... التغلب على التلوث البلاستيكي

مشاركة


خاص اليسار

عالمنا يغرق في النفايات البلاستيكية

     خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات

       يحتفل العالم في الخامس من حزيران (يونيو) سنويا بيوم البيئة العالمي، كما تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم هذا العام بشعار ووسم "التغلب على التلوث البلاستيكي" #Beat_plastic_waste، والذي تستضيفه دولة الهند هذا العام، واتبعت الشعار بمطالبة الجميع بأنه "إن لم تستطع إعادة استعماله، ارفض استعماله"، بهدف الحد من استعمال البلاستيك المعد للإستعمال لمرة واحدة.

       وفي الواقع، فعلى الرغم أن للبلاستيك العديد من الاستخدامات القيمة، فقد أصبح العالم مدمنا على البلاستيك خصوصا أحادي الاستخدام أي الذي يرمى بعد استعماله لمرة واحدة وبصورة مرضية، فضلا عما نتج عن هذا الأمر من عواقب بيئية وخيمة.

تاريخيا

ما بين فترة الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي،كان يمكن إدارة البلاستيك  بصورة جيدة، كون إنتاجه واستهلاكه كان قليلا، ومع بداية التسعينيات ازداد معدل النفايات البلاستيكية ثلاث مرات خلال عقدين، مع زيادة في إنتاجه وبذات المعدل تقريبا، ومع بداية القرن أي في العام 2000، ارتفعت نفايات البلاستيك خلال هذا العقد أكثر من الـ 40 سنة الماضية، أما اليوم فننتج ما يقدر بـ 300 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويا، ووزنها يقلارة وزن سكان كوكب الأرض من البشر!

يقدر الباحثون أن أكثر من 8.3 مليار طن من البلاستيك تم إنتاجها منذ أوائل الخمسينيات، وأن حوالي 60 بالمئة منها ينتهي بها المطاف في مطمر أو البيئة الطبيعية.

وهناك بعض الاتجاهات المقلقة الأخرى، فمنذ العام 1950، نما معدل إنتاج البلاستيك أسرع من أي مادة أخرى، كما شهدنا تحولا عن إنتاج البلاستيك المتين، والذي يستعمل بشكل دائم، نحو اللدائن وأشكال البلاستيك التي يُقصد التخلص منها بعد استخدام واحد.

ويتم إنتاج أكثر من 99 من المواد البلاستيكية من مواد كيميائية مشتقة من النفط والغاز الطبيعي والفحم، وكلها موارد متسخة وغير متجددة، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية في إنتاج البلاستيك، فستستهلك صناعة البلاستيك 20 بالمئة من إجمالي استهلاك النفط في العالم بحلول عام 2050.

 وقد أصبحت هذه المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد موجودة في كل مكان. وبالنسبة للكثيرين منا، فلم تعد كماليات بل جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

فمثلا يتم شراء مليون زجاجة شرب بلاستيكية كل دقيقة، في كافة أنحاء العالم، ومن جهة ثانية، يتم استخدام ما يصل إلى 5 تريليونات من الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد كل عام.

في المجموع ، فإن نصف كافة البلاستيك المنتج ينتهي باستخدامه مرة واحدة فقط، ثم يتم التخلص منه.

جهود متواضعة للتدوير

وتم إعادة تدوير 9 بالمئة فقط من جميع النفايات البلاستيكية التي تم إنتاجها على الإطلاق، وتم حرق حوالي 12 بالمئة لإنتاج الطاقة، في حين أن الباقي - 79  بالمئة - قد تراكمت في مكبات النفايات، والمطامر أو البيئة الطبيعية.

وفي مسح عالمي حديث كانت أعقاب السجائر - التي تحتوي فلاترها على ألياف بلاستيكية صغيرة - هي أكثر أنواع النفايات البلاستيكية الموجودة في البيئة، فضلا عن وكانت قوارير الشراب والمياه، وأغطية الزجاجات، وأغلفة الطعام ، وأكياس البقالة، وأغطية المشروبات، والقش المستخدم للمشروبات، والأعواد البلاستيكية التي تحرك المشروبات من العناصر الأكثر شيوعا، وللأسف كثير منا يستخدم هذه المنتجات كل يوم، دون التفكير حتى في المكان الذي قد ينتهي بها الأمر.

تلوث المحيطات بالبلاستيك

تحمل أنهر العالم النفايات البلاستيكية من المياه الداخلية إلى البحر، ما يجعلها من المساهمين الرئيسيين في تلوث المحيطات

وينتهي كل عام 8 ملايين طن من البلاستيك في محيطات العالم، أما  كيف تصل إلى هناك؟ فإنه يأتي الكثير منها من أنهر العالم، التي تعمل كقنوات مباشرة للقمامة من مدن العالم إلى البيئة البحرية.

وتحمل عشرة أنهر في العالم، ما يقدر بـ 90 بالمئة من كمية البلاستيك التي تنتهي في المحيط، منها نهر Chang Jiang (Yangtze River) يحمل حوالي مليون ونصف الطن من البلاستيك، Indus حوالي 164 ألف طن، Huang He (Yellow River)حوالي 124 ألف طن، وفي العالم العربي فإن نهر النيل يساهم ضمن هذه الأنهر العشرة بحوالي 85 ألف طن.

ولكن المشكلة ليست في تواجد النفايات البلاستيكية فحسب، بل في استمرار تواجدها وفي البيئة لعدة قرون، سواء في النهر أو المحيط أو على اليابسة، فالخصائص التي تجعل البلاستيك مفيداً للغاية – متانته ومقاومته للتفكك - تجعله من المستحيل أن يتفكك تماماً في الطبيعة

فمعظم المواد البلاستيكية لا تختفي تماماً، لكنها تتحول إلى جزيئات أصغر، يبتلع العديد منها حيوانات المزارع أو الأسماك التي تخطئ بينها وبين الغذاء، وبالتالي يمكن أن تجد طريقها إلى غذائنا،كما تم العثور عليها في غالبية ماء الشفة في العالم.

كما تساهم هذه المواد من خلال سد المجاري المائية، بتوفير أماكن تكاثر البعوض والآفات، ويمكن أن تزيد من انتقال الأمراض المنقولة مثل الملاريا.

وقد وصلت النفايات البلاستيكية الآن إلى كل مكان في البيئة الطبيعية وقد اقترح العلماء أنه يمكن أن يكون بمثابة مؤشرا جيولوجيا لحقبة الأنثروبوسين Anthropocene، وanthropo أي الإنسان، و cene أي جديد، ويتعلق بالعصر الجيولوجي الحالي، الذي ينظر إليه على أنه الفترة التي كان للنشاط البشري التأثير المسيطر على المناخ والبيئة، ويشير إلى ما تسبب به الإنسان من انقراض جماعي للأنواع النباتية والحيوانية، وتلوث المحيطات، وتغيير الغلاف الجوي، من بين آثار دائمة أخرى.

 

حلول

 

إن استمرت الاتجاهات الحالية، يمكن أن تحتوي محيطاتنا على كميات البلاستيك تتجاوز كمية الأسماك بحلول عام 2050.

في حين أن الولايات المتحدة واليابان والعديد من البلدان الأوروبية تولد كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية، إلا أنها نسبياً جيدة في إدارتها. ويأتي نصف النفايات البلاستيكية في المحيطات من خمسة بلدان فقط: الصين وإندونيسيا والفلبين وتايلاند وفيتنام، ويتزامن هذا الإستهلاك المتنامي مع ما تشهده هذه البلدان من نمو اقتصادي سريع، مما يؤدي إلى الحد من معدلات الفقر وتحسين نوعية الحياة لمئات الملايين من الناس، ولكن مع نمو هذه الاقتصادات ، يزدهر الاستهلاك، خصوصا استخدام السلع البلاستيكية، ويستمر الحجم العالمي للنفايات البلاستيكية في النمو، وبعض كبار المنتجين لا يديرون نفاياتهم بفعالية.

لكن العالم بدأ يستيقظ على المشكلة ، وبدأت الحكومات في التحرك، وهناك عدد من الأشياء التي يمكن للحكومات القيام بها، من إدارة حملات التوعية العامة ، إلى تقديم حوافز لإعادة التدوير، أو فرض رسوم، أو حتى حظر منتجات معينة على الفور.

وفي العقد الماضي ، اعتمدت عشرات الحكومات الوطنية والمحلية حول العالم سياسات للحد من استخدام البلاستيك المستعمل لمرة واحدة، ويستمر العدد في النمو.

وتبرز أفريقيا باعتبارها القارة التي تعتمد فيها معظم البلدان حظرا تاما على إنتاج واستخدام الأكياس البلاستيكية، ومن بين البلدان الأفريقية الخمس والعشرين التي حظرت الأكياس البلاستيكية، قام أكثر من نصفها بذلك في السنوات الأربع الأخيرة فقط.

وقد اتخذ عدد متزايد ومثير للإعجاب من الحكومات الوطنية والمحلية إجراءات ضد التلوث البلاستيكي.

 

المصدر: الأمم المتحدة للبيئة.

يمكن قراءة المقال الأصلي على الرابط التالي:

https://www.unenvironment.org/interactive/beat-plastic-pollution/

 







مقالات ذات صلة